تهدئه هشــــه

من طرف رامي نوفل سليمية 20/6/2008, 23:10

تهدئه هشــــه

بقلـــم::رامــي نــوفــــــل__20/6/2008م

تهدئه هشه هكذا ارادها رئيس وزراء حكومة الاحتلال إيهود أولمرت حيث قال بالحرف الواحد أن التهدئة التي ستدخل في غزة هشة وقد تكون قصيرة الأمد مشيرا إلى أن الجيش تلقى أوامر بالتحرك في حال فشلها ومن هنا ومن هذا المنطلق نرى أن حكومة أولمرت لازالت تعيش حالة ألاستعداد حتى مع نجاح التهدئه ودخولها حيز التنفيذ0

أولمرت قال ايضا خلال مؤتمر في بيت يهوشوا شمال تل ابيب انه ليس لدينا اوهام لكن هذه التهدئة هشة وقد تكون قصيرة الامد بالفعل حيث ان حماس لم تتغير على حد وصفه واضاف قائلا إذا استمر الارهاب سيكون على إسرائيل التحرك لإزالة هذا التهديد مشيرا الى أن قوات الاحتلال تلقت أوامر بالاستعداد للتحرك في حال فشل وقف اطلاق النار فورا0

أن ماتريد ان تجنيه دولة الاحتلال من هذه التهدئه الهشه فعلا أمران ان لم يكن اكثر أولاهما هو كسب الوقت من اجل ضمان الافراج عن جلعاد شاليط من خلال تهدئه مكتوب لها الفشل ودولة الاحتلال تعلم ذلك ولكن وفي هذه المرحله سيعمل العدو على نجاحها من اجل ذلك الشاليط اما الامر الثاني فهو كسب الوقت من اجل وقف الصواريخ المنطلقه من غزه باتجاه التجمعات اليهوديه للمستوطنين في سديروت والنقب والقرى الاسرائيليه المحاذيه لغزة هاشم ولا ارى ان اثنان يختلفان على هذا التحليل لان الامر الاول واضح اما الثاني فهو اوضح لان الهدف الاسمى لدولة الاحتلال من كسب الوقت هو تحصين البيوت اليهوديه في محيط غزه من اجل ان تكون دولة الاحتلال مستعده للمرحله القادمه هذا ان لم يكن ان دولة الاحتلال ارادت هذه التهدئه من اجل امور ابعد من ذلك بكثير الاوهي الموضوع الايراني واحتمالية توجيه ضربه اسرائيليه لايران في المرحلة القادمه التي قد لاتكون بعيده0

ان السياسه التي تنتهجها حكومة الاحتلال سياسة من الصعب على احد ان يفهما بالشكل الصحيح وخصوصا ان رئيس حكومة الاحتلال اراد من هذه التهدئه جملة من القضايا وأهمها القضيتان اللواتي سبق الحديث عنهما اما الامر الأخر الذي لايقل أهميه بالنسبة لاولمرت وهو حالة التخبط التي يعيشها نتيجة لتهم الفساد ألموجهه ضده الى جانب إمكانية ان يسقط إمام ذلك فما استطيع قوله الآن ان اولمرت الآن مثل ألسمكه التي ان خرجت من الماء فسوف تموت ومن هنا لابد من الاشاره ان التهدئه هي هشه وهشه جدا ومن الممكن ان تنتهي في أي لحظه وبالتالي الدخول في دوامه اخطر من التي سبقت0

أحد كبار مستشاري رئيس وزراء الاحتلال ويدعى مارك ريجيف قال بالحرف الواحد ان إسرائيل وافقت على الاقتراح المصري للتهدئة الذي بدأ تنفيذه أمس حيث قال نأمل بشدة ألا يظل سكان الجنوب الإسرائيلي هدفا لنيران الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة وهذا تصريح يدل على ان دولة الاحتلال كانت ولا زالت في حالة تخبط شديد نتيجة للصواريخ المنطلقه من غزة ومن هنا يجب ان لا نغفل عن ان دولة الاحتلال لو كان بمقدورها إيجاد حلا سحريا لقضية الصواريخ لما انتظرت0

ّ أولمرت وباراك قاموا بإيفاد كبير المفاوضين الإسرائيليين بخصوص التهدئة الجنرال المتقاعد عاموس جلعاد إلى مصر للإطلاع على تفاصيلها وعقدها لكن قادة الاحتلال على قناعة تامه ان هذه التهدئه هشه وهي مضيعة للوقت ليس إلا وهي تسبق بركان كبير وحماقة لم يسبق لها مثيل سيرتكبها الاحتلال بحق غزه ولكن في حال جاهزية هذا المحتل0

اما حركة حماس والفصائل الفلسطينية أكدت التزامها بالتهدئة حيث قالت ان الكرة باتت في الملعب الإسرائيلي بشأن نجاح هذه التهدئة التي دخلت حيز التنفيذ في ساعة مبكرة من صباح الخميس.

لكن حركة الجهاد الإسلامي قالت رغم تحفظاتنا على اتفاق التهدئة إلا أننا في حركة الجهاد لن نكون عقبة في وجه التهدئة ولن نكون سببا في إفشالها حرصا منا على وحدة الموقف الفلسطيني وسعيا إلى فك الحصار رغم التحفظات عليها0

اما مواقف الفصائل الأخرى فالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قالت أنها لن تكون سببا في تخريب التهدئة اما الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين فأكدت في بيان لها تحفظا على صيغة غزة أولا لأن التهدئة الناجحة تتطلب أن تكون شاملة لجميع الأراضي الفلسطينية وتنص على رفع الحصار وفتح جميع المعابر خاصة معبر رفح ووقف الاستيطان فورا وإحقاق كافة ما هو واجب دون تأخير0

ولم تختلف المواقف العربيه كثيرا حيث أعرب أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى عن أمله بأن يصمد اتفاق التهدئة بين حركة حماس وإسرائيل معتبرا موسى ان الاستيطان الإسرائيلي قتل عملية السلام والحديث بغير ذلك هراء.

وكذلك وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال أن سوريا تؤيد التهدئة داعية الدولة العبرية إلى رفع حصارها عن غزة مضيفا إننا ندعم هذا الاتفاق وندعم رفع الحصار عن قطاع غزة وسنرى ما إذا كان الإسرائيليون سينفذون التزاماتهم كما نأمل.

وفي نظرة سريعه لما سبق كله نرى ان الجميع على يقين ان التهدئه هشه والجميع متفق ان السلام دمر وقتل وإحيائه بحاجه الى أساسات واضحه والأساسات يبدو أنها معدومه وعليه نحن الآن في حالة ترقب لما سيحدث في الأيام القادمه وهل ستطول التهدئه 0

ولكن الاهم لنا فلسطينيا هو السرعه في انهاء حالة الانقسام التي لازالت في ذروتها والبدئ فورا في اعادة اللحمه الوطنيه المفقوده والتي تعود على القضيه والشعب والوطن بالدمار وزيادة المأسي0

كاتب صحفي::رامــي نــوفــل