أسرى القدس: صلابة أشد من القيد :فـهـد الشـلـودي

٦٠ عاماً مضت، ولا يزال الاحتلال الصهيوني جاثماً على صدر مدينة القدس، يعبث بقداستها، ويشوّه وجهها، ويفرض على أهلها القوانين التعسفية الظالمة. الأسرى المقدسيون في سجون الاحتلال هم أبرز شاهد على وحشية التعامل الصهيوني مع أهل القدس، حيث يعتبرهم الاحتلال فلسطينيين متى طالبوا بحقوقهم، و»مواطنين إسرائيليين« لا يدخلون في إطار النقاش عند تبادل الأسرى أو في الطروحات السياسية.
»صلابة أشد من القيد« هو عنوان حلقات من دراسة أعدتها »مؤسسة القدس الدولية«، وتنشرها »السفير« كل أثنين وخميس، وتتناول أوضاع وأحوال قدامى الأسرى المقدسيين الذين أمضوا أكثر من ٢٠ عاماً في سجون الاحتلال، بعدما نجحت في اختراق قضبان السجون ومحاورة الأسرى، ثم أهلهم، لتكشف مدى الظلم
والوحشية اللذين تمارسهما سلطات الاحتلال الصهيوني بحق أسرى القدس.
هو فهد صبري برهان الشلودي، واحد من قائمة طويلة من الأسرى الذين اعتقلوا منذ ما قبل اتفاقية أوسلو وما يزالون في الأسر. ولد شلودي في ٣٠ تشرين الثاني ،١٩٧١ واعتقل وهو لم يكمل عامه الثاني والعشرين في ٢٩ أيلول ١٩٩٣ بتهمة الانتماء إلى مجموعة مروان أبو إرميله وتيسير سليمان ونائل سلهب، وخطف جندي إسرائيلي ثم قتله وحرقه، والانتماء إلى حركة »حماس«. وسرعان ما حوكم بالسجن مدى الحياة.
بعد ١٥ عاماً على اعتقاله، ما تزال والدة الأسير، الحاجة أم فهمي، تتذكر الليلة التي »فتّشت القوات الإسرائيلية فيها المنزل لساعات وحقّقت معي، ثم صادروا كتب ابني فهد، وسيارته الفورد ترانزيت التي كانت مصدر رزقه«. تضيف »بقي فهد في أقبية التحقيق لمدة ٤٥ يوماً من دون أن نعرف مكانه، ثم بعد انتهاء التحقيق ذهبت لحضور محاكمته، لكنني صدمت من وضعه ولم أحتمل، فأخذت أبكي وأردد اسمه حتى فقدت الوعي في المحكمة، ولم أصحُ إلا وأنا في المستشفى، حيث رقدت يومين مخدرة بالحقن المهدئة«.
في الأسر، تنقل الأسير فهد بين سجون الرملة، بئر السبع، نفحة، عسقلان، هداريم، شطة. وهو يمكث الآن في سجن جلبوع حيث يعاني من أوجاع في ركبتيه، والتهابات حادة في المفاصل. وقد أصيب بنزيف في الأنف وأجرى عملية جراحية له، كما يعاني من التهابات في المسالك البولية ومشاكل في القلب. وكان أجرى قبل بضعة شهور عملية جراحية في فكه، في وقت لا يتلقى فيه الأدوية المناسبة، بل مسكنات ومهدئات مؤقتة.
لكن كثرة الأمراض وقسوة السجن لم تحولا دون أن ينهي الأسير دراسته للصف الحادي عشر. فنال من خلف القضبان شهادة التوجيهية، فضلاً عن شهادة من وزارة الأوقاف في بيت لحم تشهد بحفظه القرآن الكريم وتجويده.
ما تزال أم الأسير تزور نجلها بمفردها في انتظام، بعدما توفي والده الذي كان يلازمها في زياراتها، بعدما أقعده المرض قرابة العام، ومع حرمان شقيقه محمد من زيارته منذ ثلاثة أعوام بسبب فرض الإقامة الجبرية عليه في منزله. وكان والد الأسير قدّم، قبل وفاته، طلباً لإدارة السجن، للسماح له بزيارة ابنه فهد، أو حتى التحدث معه هاتفياً أثناء وجوده في مستشفى هداسا عين كارم. ولكن إدارة سجن جلبوع رفضت، علماً بأنه رقد في المستشفى شهرين قبل أن يتوفاه الله.
»رغم مرضي« تقول الحاجة، »إلا أنني أشعر وكأنني شفيت في كل يوم زيارة، وقد سمح لي بزيارة خاصة قبل عام ونصف، فتمكنت من التقاط الصور الفوتوغرافية له.. إن شاء الله يفرج عنه ونلتقي في المسجد الأقصى المبارك«.

تحيه لكل اسرانا

مشكور اخ ابو عمر
***
وتحيه كل التحيه الاسرانا الابطال

الله يفك اسر جميع اسرانا

بارك الله فيك اخ ابو عمرو على كتابت هذا الموضوع المهم وشكرا لك
والله يفرجها على جميع الاسري الابطال