الحركة الشعبية ...وابتزاز حماس والأمن في الضفة

الحركة الشعبية ...وابتزاز حماس والأمن في الضفة


حسن عصفور / قبل انطلاق جلسة الحوار الوطني في القاهرة ، برزت مجموعة من المؤشرات التي ربما يكون لها اثر جوهري على سير الحوار ذاته ، وهو الذي بات منتظرا من الشعب الفلسطيني في كل مكان ، ومعهم من يحترم تاريخ الشعب الكفاحي ومن لا يزال يؤمن بعد بأن القضية الفلسطينية تمثل جوهر الصراع القائم في المنطقة.

بروز الدعوات الصادرة مؤخرا والمطالبة بأهمية التحرك الجماهيري –الشعبي في داخل الوطن ( ويجب ان يكون خراجه حيثما يمكن ) تعتبر عنصرها حيويا وضروريا في ذات الوقت ، خاصة وان جماهير الشعب الفلسطيني لعبت تاريخيا دورا حاسما في لحظات مفصلية بحماية القرار الوطني ومشروعه من الضياع ، وساهمت في حماية مسيرة الكفاح ضد أشكال من التآمر المختلفة والمتباينة ، واليوم ربما تكون المرحلة اكثر حساسية مما كان في التاريخ السياسي السابق ، لأن 'الصراع' الداخلي وصل الى درجة من الخطر ليهدد مجمل الحلم – المشروع إن لم يتم وقف عجلاته التي تسير تحت قيادة لا ترى ما يجب أن تراه في حساب المصلحة العامة.

والتحرك الشعبي يجب أن يمثل الرادع الأول للجالسين على طاولة الحوار القادم ، وليس نداء أخلاقيا أو دعوات تطلق عبر مكبرات الصوت وعبر ندوة هنا أو هناك ، وهنا على القوى الديمقراطية الوطنية والإسلامية المتنورة التي يحكمها مصلحة الوطن قبل مصلحة راية الفصيل وتعصبها الأسود ، عليها التحرك بكل طاقتها المنظمة وخبرتها في تحريك الجماهير التي تقلصت كثيرا (سوى الاحتفال بذكرى تأسيس الفصيل) ، ولا يجوز أيضا مع كل الاحترام والتقدير، اختزال التحرك في خيمة هنا أو بيت هناك ما دام من يتواجد في هذه الأماكن يعلن أنه يمثل واقعا مجتمعيا ، يجب الانتقال خطوات نوعية لتحويل الدعوات المتتالية من الكثير ، الى فعل ايجابي مؤثر وحاسم في تصحيح مسار الحوار الوطني ، الذي بات مهددا قبل أن يبدأ.

فحركة حماس وقبل نشر قوات الأمن في الضفة الغربية ، وبعد عودة وفدها من دمشق وتطور علاقتها مع الأردن ورسالة رايس وتهديد بارك الباطني ، سلكت سلوكا غريبا ومريبا ، فشنت حملة سياسية علنية ضد شرعية أبو مازن ، ولكن ما كان مفاجئا وبلا مقدمات ، هو ذلك الهجوم المسعور والمتناسق من قيادات حمساوية ضد مصر دورا وموقفا ، آخره كان على لسان احمد بحر نائب رئيس المجلس التشريعي ، بذريعة عدم السماح له ونوابه بالسفر ، وكأنه اكتشفها اليوم ، وهو ما يثير الكثير من التساؤلات ، رغم انني لازلت مقتنعا أن كل ما تقوم به حماس الان هو بعض من اللعبة التفاوضية التي تستخدم الواقع والخطف القائم لفرض نتائج مسبقة تكرس بعض من أهداف خاصة ، وتريد أن تحرف جوهر النقاش الوطني من القضية الأساسية الناجمة على الانقلاب الأسود، خاصة وهي تدرك قبل غيرها ان موقفها السياسي ضعيف بل وضعيف جدا على طاولة الحوار .

وفي الضفة الغربية تواصل الحكومة الفلسطينية خطواتها المنية المشروعة ضد من يخل بالأمن والنظام ، ولكن على الحكم والحكومة ،أيضا، التعامل بحساسية سياسية مع بعض القضايا ، خاصة قضية الاعتقالات التي لا تبدو مفهومة وغير مبررة ، حتى وإن كان هناك بعض التجاوزات يجب التعامل معها بإسلوب لا ينتقص من الحق السياسي ، وأيضا الا تمنح حماس ذريعة مجانية أو تعطى مكسبا مجانيا ،

وفي السياق ليس مفهوما اعتقال بعض صحافي حماس مهما كانت ظروف عملهم ، مل تكن خارج سياق المهنة ، بعض التريث والحكمة ربما أكثر جدوى من توهم لا معنى له