منتدى سعير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الفلكور - التراث الشعبي جدية البحث .. وضرورة المتابعة

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

الفلكور - التراث الشعبي جدية البحث .. وضرورة المتابعة Empty الفلكور - التراث الشعبي جدية البحث .. وضرورة المتابعة

مُساهمة من طرف Radee217 28/1/2008, 15:57

الفلكلور - التراث الشعبي جدية البحث .. وضرورة المتابعة
<table id=tblPicture cellSpacing=1 cellPadding=1 align=left border=0><tr><td align=middle>الفلكور - التراث الشعبي جدية البحث .. وضرورة المتابعة Pixel</TD></TR>
<tr><td align=middle></TD></TR></TABLE>
بقلم: ربحي جرادات

عن دار أُسامة للنشر والتوزيع في عمان، صدر حديثاً كتاب بعنوان " الفلكلور، التراث الشعبي.. الموضوعات، الأساليب، المناهج" للباحث الفلسطيني عزام أبو الحمَّام المطور، وفيه تجاوز الباحث الاساليب التقليدية التي تطرقت لموضوع التراث، والتي كانت في غالبيتها تنحصر في مجال سرد نتاجات التراث كالقصص والفنون التراثية والأمثال الشعبية وغيرها، الا ان الباحث هنا طرق الموضوع من جانب آخر مختلف تماماً، حيث صبغ بحثه بصبغة علمية بحتة، أعطى فيها زخماً علمياً يستطيع القارئ من خلال قراءته الإحساس بالاسلوب العلمي الحقيقي، بحيث أعطى القيمة العلمية الحقيقية المتوخاة من البحث لاعتماده لطبيعة الموضوعات التي تطرق اليها، والاساليب التي استخدمها والمناهج التي اعتمدها، للخروج ببحث علمي تراثي حقيقي، بحيث يعد كتابه البحثي هذا مرجعاً أكاديمياً مهماً لأي دارس أو مهتم في مجال التراث والاجتماع والتاريخ وحتى في كافة العلوم الانسانية الأخرى.
يتطرق الباحث في مقدمة كتابه إلى احساسه العميق، بضرورة وجود كتاب تمهيدي، يستفيد منه الدارسون والمهتمون، في هذا الحقل العلمي المهم، خاصة ان هناك ندرة في الكتب المنهجية التي تعنى به، لذلك كان لا بُد، من وجود مثل هذا العمل، ليكون دليلاً للطلبة الجامعيين والفئات المهتمة الأخرى.
يتألف الكتاب من أربعة فصول في حوالي مائتين وخمسين صفحة من القطع المتوسط، بحيث يتطرق الباحث في فصله الاول، الى مقدمات عامة تضع القارئ في الجو المحيط بالفلكلور، من حيث الواقع الاجتماع الثقافي، الذي يعيشه الباحث، ويناقش باسهاب تعريف علم الفلكلور، ويخلص الى نتيجة مفادها ان الفلكلور هو.. علم مستقل بذاته منذ عشرات السنين، خلافاً لما يعتقده بعضهم، من ان الفلكلور لا يتعدى ان يكون موضوعاً أو مادة للهواة أو المتحمسين أو الرومانسيين، أو حتى بعض المحافظين، لذا فان الباحث يرى ان من حق هذا العلم، على الاكثر علماً، وتأهيلاً - تناوله كمادة علمية ودراستها من كافة الأبعاد بحيث يقول: ليس حفاظاً عليه وحسب، بل سبراً في اغواره العميقة، لفهمه وهضمه، واعادة انتاجه في حياتنا وآدابنا، وربما علومنا المختلفة.
ويبدي الباحث هنا ملاحظة مهمة، بأن هذه هي الفرصة الاخيرة في هذه الأيام لجمع التراث وتصنيفه ودرسه، بحيث ما زال هناك الكثير من المصادر الحية النابضة، والتي من خلالها، يمكن الاتصال مع ابعد فترة زمنية ممكنة، من فترات الغنى الفلكلوري البائد، وقصد بها الباحث هنا أواخر المرحلة العثمانية وبداية مرحلة الاستعمار الحديث، حيث ما زال هناك من المعمرين، والذين من خلالهم يمكن الاستفادة من توثيق الكثير من جوانب الحياة الاجتماعية واحداثها وعاداتها وقيمها، وكذلك بالامكان تسجيل اللهجات والتاريخ الاجتماعي، بالاضافة الى المقتنيات المادية، من ادوات زراعية وصناعية ومنزلية وغيرها..
ثم يُعرِّج الباحث في هذا الفصل ايضاً، على تطور الدراسات الفلكلورية في البلدان العربية ويربط بدايات الاهتمام بهذا الحقل بالمستشرقين خاصة اولئك الذين رافقوا الحملات الاستعمارية، ومثل حملة نابليون على مصر، والتي رافقتها بعثات علمية، فعملت على تسجيل مُسوحات شاملة عن مختلف أوجه الحياة المصرية، وكانت تهدف بالدرجة الاولى الى تسهيل السيطرة على مصر، الاّ انها تقاطعت مع توثيق معطيات انثروبولوجية مهمة للشعب المصري.
وكذلك يبين دور الاستشراق في دراسة التراث الشعبي في فلسطين، حيث زارها عدد من الرحالة الاجانب، اهمهم الاسكتلندي السير جيمس جورج فريزر، صاحب كتاب "الغصن الذهبي" والذي جمع فيه الكثير من المعتقدات والتقاليد الفلسطينية، والألماني هيرمان دالمان، الذي بحث في جوانب اهمها "العمل والعادات في فلسطين" واصدره في سبع مجلدات بين الأعوام "1928- 1942"، والدكتورة هيلما غرافنكست او "الست حليمة"، الدكتورة السويدية ذات النوايا السليمة والتي عاشت في قرية "ارطاس" في بيت لحم بين الأعوام 1925 - 1931، والفت عدة ابحاث مهمة خاصة بالمجتمع الفلسطيني، اهمها "الميلاد والطفولة عند العرب" عام 1947، و"مُعضلات الأطفال عند العرب" 1950، وغيرها العديد من الابحاث المهمة وإمعاناً في ضرورة وضع الفلكلور في اطاره المهم، الذي يستحق، يُعرف الباحث الفلكلور، في حوالي عشرة تعريفات، تم ربطها بحوالي خمسة عناصر للتعريف بحيث يضعنا في أدق تفصيلات هذا العلم الحيوي والمهم، غير متناسٍ الربط المهم والدقيق بين علم الفلكلور والعلوم الأخرى بحيث افرد باباً خاصاً بعلاقته بالانثروبولوجيا، والتاريخ، وعلم الاجتماع والأدب والتاريخ وعلم الآثار والجغرافيا والأديان، وغيرها، الكثير من العلوم الأخرى.
وقبل ان يفارقنا الباحث الى الفصل الثاني من كتابه، كان لا بُد له من وضعنا في مفاهيم عالم الفلكلور المتعددة، والتي منها على سبيل المثال الراوي - المستجيب- المؤدي، كتوطئة مهمة للدارسين والمهتمين من اجل الفهم الدقيق لبقية فصول الكتاب.
في فصله الثاني يتطرق الباحث الى موضوعات التراث الشعبي وميادينه المختلفة بحيث يستعرض حوالي اربعة عشر موضوعاً تراثياً منها المادي وغير المادي، بدءاً بالأدب الشعبي مروراً بالمعتقدات والطقوس وانتهاءً بالآثار الفلكلورية المختلفة، وكل ذلك مبني على مجموعة من مراجع متخصصة تجاوزت العشرين مرجعاً توثيقياً مهماً في هذا الفصل وحده.
كان الفصل الثالث من الكتاب فصلاً مهماً جداً، بحيث قام الباحث فيه باستعراض اساليب البحث المستخدمة، في جمع البيانات الفلكلورية المختلفة، كالاستبيان، موضحاً كيفية بناء القواعد المنهجية للاستمارة، من حيث تحديد اطار البحث واهدافه، وتصميم الجداول الخيالية، وتصميم الاسئلة، وتحكيم الاستمارة، موضحاً كل ما سبق بنموذج مختصر، تطبيقاً عملياً لكل الخطوات السابقة تسهيلاً لأي دارس او مهتم، موضحاً المرفقات التوثيقية التي يجب ان توافق الاستمارة ثم يوضح شروط صياغة اسئلة الاستمارة الاستبيانية، مناقشاً شروطها وموزعاً نوعية الاسئلة، مقسماً اياها الى مهم وأقل اهمية، مركزاً على ضرورة حيادية واختصار الاسئلة، على ان تكون صياغتها متناسبة مع المستوى التعليمي والثقافي للمستجيب، سواء أكان طفلاً أم شيخاً كبيراً في السن على ان تكون الاسئلة من اهتمامات المستجيب، وامعاناً منه في ضرورة ان يكتسب البحث العلمي علميته التي يستحقها، فانه يهتم جداً في وضع تصور لكيفية تصميم الاستمارة واعداد اسئلتها، ويناقشها بعدة خطوات علمية بحثية دقيقة، ثم ينتقل الى الجانب التطبيقي لها وكيفية تفريغها، مع تركيزه على ضرورة تطبيق اسلوب الملاحظة بأنواعها الصامتة والعرضية والمشاركة، وكل له تفسيره وتوضيحه، ولكنه من جانب آخر يحذر من بعض عيوب اسلوب الملاحظة والتي من الممكن ان تؤثر في ردود افعال المفحوصين، وبالتالي وضع القواعد العامة والتي من خلالها يمكن تجنب هذه المحاذير، والتغلب على العيوب، معتمداً بذلك على ملاحظات علماء الانثروبولوجي، ليحقق اسلوب الملاحظة المهم دوره الحيوي في اغناء البحث واعطائه البعد العفوي المطلوب.
ثم يعرِّج الباحث على كيفية استخدام وسائل التسجيل الالكتروني في الملاحظة كآلات التسجيل ويناقش باسهاب كيفية التعامل معها. ثم يبحث في موضوع اسلوب المقابلة وكيفية اجرائها، والتي تعتبر من اهم عناصر انجاح البحث من حيث كيفية اجرائه ووضع اسئلته المناسبة واختيار زمانه المناسب، وغيرها من العناصر الضرورية لانجاحه، الى ان يصل الى توثيقه ليشكل رافداً مهماً من روافد البحث العلمي الحقيقي.
لكن ما أثار هنا بعض التحفظ هو ان الباحث عند سرده لبعض الصور التراثية، لم يقم بتشكيلها بالحركات كالفتحة والضمة وغيرها، كي يسهل على القارئ كيفية قراءتها بالشكل السليم لتصبح اكثر فهماً، اذا وضعت في سياق لهجتها الاصلية وكيفية سردها، بل انها قد تكون أقرب الى الطلاسم، خاصة لاولئك الدارسين الأبعد عن جوِّ النص، مع انه وضح في الهوامش بعض المعاني الصعبة، الاّ انها لم تحل هذه الاشكالية.
في الفصل الرابع والأخير من هذا البحث المتميز، يدخلنا الباحث في جدية البحث العلمي الاكثر استخداماً في علم الفلكلور، حيث يعرِّف العلم وخصائص البحث العلمي، مناقشاً الخطوات الاساسية للبحث العلمي معتمداً على خطوات علمية دقيقة، موضوعة بشكل متسلسل مبني على أسس علمية منطقية، حتى الوصول الى النتائج المرجوة الأقرب الى الصحة العلمية، والتي من الصعب الحصول عليها، خاصة في مجال البحث في احد حقول الانسانيات. مضيفاً الى كل ما سبق الخصائص المهمة التي يجب ان يتصف بها أي بحث علمي كالاعتماد على الأدلة، والتسليم بمبدأ الحتمية وبترابط ظاهرات الطبيعة ووحدتها، والتسليم بأن هناك درجة من الاستمرارية أو الثبات النسبي، موضحاً كل ما سبق كي لا يكون غريباً على فهم القارئ لينتقل الى تعريف المنهج وتصنيف المناهج العلمية، من وجهات نظر اخصائيين اوروبيين وعرب، معرفاً على المناهج، مناقشاً محاذيرها في محاولة للخروج، من أي قطب علمي من شأنه، ان يؤثر على نتائج البحث، مطبقاً ذلك كله على بحثه الواعد، من خلال مناقشة الكثير من القضايا الفلكلورية، واخضاعها للمنهجية العلمية، التي اتفق عليها العديد من المختصين في هذا المجال، مركزاً على افضل المناهج المستخدمة في الدراسات الفلكلورية، حيث اعتمد العديد من المناهج، خاصة المنهج الوصفي بتفاصيله المتعددة، موضحاً طريقتها واسلوبها في التعامل مع أي حدث فلكلوري، غير مهمل لبقية المناهج العلمية الأخرى كالمنهج التاريخي وميزاته في مجال البحث، ومنهج اسلوب تحليل المضمون، والمنهج العلاقي والدراسات المقارنة، ومناهج النظم موضحاً كل ما سبق مبيناً ايجابيات استخدام كل منهج، مع عدم نسيان المحاذير والاشكاليات التي تشوب كل منهج منها، من أجل اخذ الحيطة ما أمكن عند استخدام أي منها.
لقد كان كتاب الفلكلور "التراث الشعبي" الموضوعات، الاساليب، المناهج عملاً بحثياً علمياً، يستحق وقفة تقدير واحترام، باعتباره من الاعمال النادرة والجريئة، التي طرقت موضوع الفلكلور والتراث الشعبي من باب مختلف عما سبقه، من الكتابات الفلكلورية التي عهدناها والتي ركزت على مجالات محددة في سرد الأحداث أو الأمثال الشعبية أو وصف الأدوات، دون الخوض في تحليلها واخضاعها للمناهج العلمية والدراسات المُمنهجة.
صحيح ان هناك راوداً على مستوى الوطن، أعطوا التراث ما بوسعهم ولا ننكر دراساتهم في هذا المجال، ونخص بالذكر المرحوم الدكتور عبد اللطيف البرغوثي، والباحث الدكتور شريف كناعنة - اطال الله في عمره، الاّ أننا ندعو كل مهتم وباحث قادر على ان يعطي لهذا العلم المهم حقه في البحث والدراسة المعمقة، ان يبادر للحفاظ على تراثنا الرائع من الضياع والاندثار، ونخص بالذكر هنا جمعية إنعاش الأسرة في مدينة البيرة، مترِّحمين على روح السيدة سميحة خليل "أم خليل" التي أعطت كل ما بوسعها في هذا المجال وما زالت الجمعية تعطي، وكذلك ندعو جامعاتنا الوطنية، إلى الأخذ بيد كل من هو مهتم من أجل الحفاظ على أحد أهم عناصر البقاء والثبات.
نشرت في جريدة الايام / الديوان في تاريخ 21/1/2008
Radee217
Radee217
مشرف عام
مشرف عام

ذكر
عدد الرسائل : 534
العمر : 37
الموقع : فـلـســ قـلـب ــيـن
المزاج : تمام والحمدلله
تاريخ التسجيل : 27/11/2007

http://www.saeer.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الفلكور - التراث الشعبي جدية البحث .. وضرورة المتابعة Empty رد: الفلكور - التراث الشعبي جدية البحث .. وضرورة المتابعة

مُساهمة من طرف Radee217 29/1/2008, 10:20

طبعا " عزام ابو الحمام المطور " وهو جديد معنا " أبو غسان " قبله
Radee217
Radee217
مشرف عام
مشرف عام

ذكر
عدد الرسائل : 534
العمر : 37
الموقع : فـلـســ قـلـب ــيـن
المزاج : تمام والحمدلله
تاريخ التسجيل : 27/11/2007

http://www.saeer.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الفلكور - التراث الشعبي جدية البحث .. وضرورة المتابعة Empty رد: الفلكور - التراث الشعبي جدية البحث .. وضرورة المتابعة

مُساهمة من طرف صاحبة القلب الرقيق 3/6/2008, 17:11

تحياتي لالك........
والتراث الفلسطيني باقي والله عطوووول الزمان ....مهما تطورت العصور ...
صاحبة القلب الرقيق
صاحبة القلب الرقيق
نجم المنتدى

انثى
عدد الرسائل : 831
العمر : 33
الموقع : انت فين والحب فين
العمل/الترفيه : طالبة
المزاج : سواح وانا ماشي ليالي سواح
تاريخ التسجيل : 03/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى