هويتي بلا عنوان--فلسطيني

حين تولد ..يكتب اسمك..ومع اسمك ..يكتب وطنك
فاسمك ووطنك قرينان لا فكاك من احدهما عن الاخر..
فكما لاسمك اهمية في تعريفك من بين ملايين البشر ..فوطنك هو انت بالفعل..
حين اجلس كل صباح ..في شرفتي ..ارتشف كاس الشاي ..يطير فكري الى مسافات شاسعة ..والى شخصيات بعيدة وقريبة من حياتي..
اتذكر طفولتي ..اتذكر اهلي رغم بعدهم عني.. واتذكر اصدقائي واحبابي..وافكر دوما ..ما القاسم المشترك بينهم؟؟
يكون وطني هم..وهم وطني..
وطني هو هويتي ..وهوية كل حي..وحتى من مات ودفن تحت الثرى ..فلا هوية له بدون وطن..
سمعت من جدي -رحمه الله- قصصا عن وطني وبقاعا مذهلة مشى ابطال تلك القصص في ربوعها ..ولكني ما رايتها ولم تطأ قدمي حتى اعتاب ابوابها..ولم ارى من بعيد اطلالها...وكلما تذكرت عجزي عن مجرد رؤيتها من بعيد اشتاق لتلك القصص ..التي عاش ابطالها في مكان بعيد عما اعيش..فهي ليست خرافة ..وليست من نسج خيال جدي ..ولكنهم الآن تحت الثرى ..وكلمة الحق التي نطقت فيها افواههم ..هي ما سطرت تاريخ وطني..
كل الشخصيات التي كان جدي يروي عنها وعن بطولاتها ..ما زالت تروى حتى الآن ..فأبناؤهم ما زالو يقتفون اثر ذويهم في نضالهم المستمر ..الى ان تقوم الساعة..
كلما اتذكر الكلمات في حب الوطن ..ادرك ان وطني ليس كأي وطن
"كل الناس لهم وطن يعيشون فيه ..الا انا لي وطن يعيش في"
فلم لا يكون لي الحق في وطن اعيش فيه ويعيش في ..في آن واحد..

آه يا وطني كم تحملت العذاب ..وكم كان انينك هو الصوت الوحيد الذي اغفوا واصحو عليه..وانت ترزح خلف القضبان ..ورغم انينك ..الا انك كنت كالصخر الجلمود في وجه السجان ..تسجل اجمل القصص في التاريخ..
ولم ترضى بغير التحرير ..لان الحرية هي شيء ثمين مازال مسلوبا منك منذ آلاف القرون..
فهل اعطيتك حقك من الكلمات..وهل رددت لك ولو جزءا من الجميل ان اعطيتني اسمك كهوية..مميزة عن غيرها من الاوطان..
هوية من دموعك ..وجراحك ..وفقدك لفلذات كبدك..الذين سطروا في تاريخ المجد ..ورفعت ارواحهم الى بارئها ليكرمهم اعظم تكريم..
هل سأصحو يوما ..بعد مرار هذا العذاب ..لاجدك تغني الحان الحرية ..التي بدأت مع الزمن تضيع حروفها وتتلاشى الحانها ..
وهل ياتي يوم انام فيه قريرة العين ..اتوسد فيه الحرية ..وأتلحف فيه بالأمان الدافئ ..الذي ما شعرت به منذ ولادتي ..ومنذ كتبت (وطني) على هويتي..
فــــــــــــــــراق

يكفيك فخرا أنك فلسطيني
مشكور
ولك ملكة رائعة في الكتابة